النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: اللمســــات الزوجيــــة تـــمـــنــــح الــــدفء والطــمأنــــيــنـــة

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    موظف بريد
    المشاركات
    5,279
    Thumbs Up/Down
    Received: 1/0
    Given: 0/0

    اللمســــات الزوجيــــة تـــمـــنــــح الــــدفء والطــمأنــــيــنـــة

    اللمســــات الزوجيــــة تـــمـــنــــح الــــدفء والطــمأنــــيــنـــة
    ________________________________________


    سـكـون القـلـب والجـوارح

    من الخواطر التي تمرّ في الإنسان ما تحمل في طيّاتها أمواجاً من المشاعر المتلاطمة في عالمنا، عالم العواطف والوجدان، وما أن تتلامس الأيادي الزوجية إلا وتترك بصمة خالدة تبقى في ذاكرة الأيام، وتترك لمشاعرنا مساحة للتفكـّر في نعمة اللّه سبحانه وتعالى علينا، وفي سرّ تزاحم شحنات التقارب والتآلف بيننا.




    اللمسة الأولى
    قال رسول اللّه : ( إِذَا تَزَوجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً أَوْ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلْ اللهُم إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرهَا وَمِنْ شَر مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ) وفي رواية: ( ثُم لِيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ فِي الْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ ).

    فهذه اللمسة الأولى في خليّة المحبّة مثل كتاب لا تزال أوراقه نقيّة صافية بيضاء، لم تعكـّر صفوها الخلافات ولم تُكتب عليها مفردات الكراهية، لذا علينا أن نخطّ في تلك الصفحات الرقيقة كلمات الوفاء، ومعاني التضحية، وذكرياتنا الحلوة التي تبقى مع الزمن. فاحذري أيّتها الزوجة من الخلافات والمشاحنات، ولا تعكـّري صفو العِشْرة الزوجيـّــة، وعليـكِ باللمسـات الحـــانـيــة ـــ الحسيّة والمعنويّة ـــ لما لها من آثار سحريّة في إطفاء جذوة الغضب.



    لوحة عاطفيّة
    يقف المرء منبهراً وهو يتابع معالم الجماليّة التي صوّرها رسول اللّه ويعيش بدهشة مع معانيها المتلاحقة وهي ترسم اللوحة العاطفية بين الرجل والمرأة، مع الانسجام التام والتناسق الداخلي والخارجي، حين تمسح يد الزوجة الناعمة غبار الخلافات وغبش الكراهية.

    إنّ الرجل بحاجة إلى هذه اللمسات أكثر من حاجته إلى راتب الزوجة العاملة عند خروجها إلى عملها، والأبناء في أمسّ الحاجة إلى اللمسات العاطفية، فقد أثبتت التجارب أنّ اللمس يعدّ حاجة رئيسة وضرورية لنموّ الأطفال مثل الطعام والهواء والمأوى.

    فالطفل يولد ونبضات قلبه سريعة، وغير منتظمة أحياناً، لكن ملامسة الطفل لأمّه تجعل قلبه ينتظم ونبضاته تصبح طبيعيّة، ويعلّل البعض فَقْد حيويّة الطفل ونزول وزنه إلى عدم احتضانه وملامسته.



    أطفال أصحّاء
    عندما انتاب الإمبراطور الألماني «فريدريك الثاني« الفضول لمعرفة اللغة التي يمكن للأطفال التحدث بها إذا نشؤوا دون سماع أية كلمة، قرّر إجراء تجربة فاستولى على عدد من الأطفال حديثي الولادة من أمّهاتهم، وسلّمهم إلى ممرضات كن يطعمن الأطفال، وطلب منهنّ عدم معانقتهم أو التحدث معهم، فلم يتعلم الأطفال أية لغة، وماتوا جميعاً قبل أن يتمكنوا من التحدث. لقد منيت تجربة «فريدريك« اللغوية بالفشل، ولكنه توصل دون قصد إلى اكتشاف مهمّ.

    وفي رومانيا أوائل التسعينيّات عندما وجد أن الآلاف من الأطفال الذين أدخلوا ملاجئ للأيتام ـ وترك بعضهم وحدهم مدة يومين ـ أصيبوا بإعاقات شديدة.

    وفي كتاب مشكلات تربوية وردت قصة أخرى تقول: «في 1920م لاحظ المسؤولون وفاة ما يقارب من 37 % من أطفال الملاجئ في أمريكا دون أسباب مرضية ظاهرة. ولم يكن هناك تفسير علميّ لهذه النسبة التي تعدّ مرتفعة إزاء ما يتلقاه أطفال الملاجىء من رعاية صحية عالية، فهم يتناولون غذاء صحياً، ويلبسون ملابس نظيفة، ويلعبون ويلهون، حتى الذين يعيشون كان عندهم ضعف في العلاقات الاجتماعية وفي النموّ العقلي.

    وظلّت الحيرة مسيطرة حتى لوحظ أنّ أحد الملاجئ تنعدم نسبة الوفيّات بين نزلائه من يتامى ومجهولي الأبوين، وبعد البحث تبين أنّ هناك سيدة متقدمة في العمر تسكن قريباً من الملجأ، تأتي كلّ يوم وتمرّ على سرير الأطفال الواحد تلو الآخر، وتحضنهم بالقرب من قلبها، وتربت عليهم، وتحرص أن تضع يدها على جلدهم مباشرة، أو تضع أجسادهم على جسمها. لقد لفتت هذه السيّدة انتباه الموجودين في الملجأ إلى هذه الحركة، ولما سُئلت عن سرّها قالت: إنها تجعل الأطفال أصحاء.



    التلامس الحسّي
    لقد أدرك حبيبنا أهميّة التلامس الجسدي العاطفي للأطفال، ودور هذا التلامس الحسّي في غرس بذرة الرحمة التي تجعل الأغصان قوية والجذور متماسكة بين الزوجين.

    فما أجمل الحياة عندما تظللها براءة الطفولة الناعمة التي تملأ البيت حناناً ورحمة، فيد الأم المتعانقة مع يد طفلها لوحة رائعة تحتاج منّا إلى وقفة مع أحلامها ويقظتها، لاكتشاف ما لها من آثار في ترويض النفس وسكون القلب والجوارح.

    وفي حديث صحيح رواه النسائي عن أنس رضي اللّه عنه قال: «كان رسول اللّه يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم«.

    وعن جابر بن سمرة ــ وهو من أطفال الصحابة ــ قال: «صَليْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلاةَ الأولَى ثُم خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَديْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا قَالَ وَأَما أَنَا فَمَسَحَ خَدي قَالَ فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أَوْ رِيحًا كَأَنمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطارٍ«. (الأولى:الظهر، الجُؤنة أو الجُوْنة: وعاء يضع العطار فيها حاجاته).



    أطفال منسجمون
    أثبتت الدراسات والبحوث أن 85% من سلوك الطفل تنبع من علاقته بأمه، وأنّ الطفل المتزن والمنسجم الشخصية لا يكون إلا في أسرة متحابّة متفاهمة.

    إنّ اللمسة الجسديّة هي أكثر من مجرّد لمسة سطحيّة، فهناك أكثر من ملايين مستقبل لمس في جلدنا (ثلاثة آلاف مستقبل في ظفر واحد فقط) وهو الذي يرسل رسائل على امتداد العمود الفقري إلى الدماغ، ولمسة بسيطة من يد على الكتف أو ذراع حول الخصر يمكن أن تقلل من معدل ضربات القلب وتخفض ضغط الدم، حتى أنّ الأشخاص المصابين بالغيبوبة يمكنهم أن يظهروا تحسناً في معدّل ضربات القلب عندما تُمسك أيديهم.

    فجسم الإنسان مغطى بجهاز حسّاس هو الجلد، الذي يرسل رسائل مستمرّة إلى الدماغ، وهذا الجهاز الحسّاس يبدأ عمله قبل أن تتم ولادة الشخص، وهو مهمّ جداً من أجل تمام صحتنا وسعادتنا، لذا يمرض الأطفال الذين يحرمون من هذه اللمسات وربّما يموتون.

    وعندما يشعر الناس بعدم الأمان غالباً ما يلمسون أنفسهم ويمسحون على أذرعهم وحول الأكتاف والجذع، وكأنّهم يعطون لأنفسهم الأمان مرة أخرى؛ فاللمس يدلّنا كثيراً على بيئتنا ومحيطنا ويقرّبنا من أنفسنا ومن الآخرين. وبهذه اللغة نستطيع أن نتعرّف على أبجديّات اللمس، وهي: الحارّ والبارد.. الصلب والليّن.. الرطب واليابس.. الخشن والناعم.

    وقد قام علماء الاجتماع بتحليل اللمس فوجدوا أنّه يرمز إلى الوظائف الحوارية المختلفة.



    أنواع اللمس
    وهناك أنواع من اللمس عديدة، منها:

    * اللمس الاجتماعي:

    حوالي 60% من التحايا والوداع تحتوي عنصر اللمس كجزء من عاداتنا وتقاليدنا العربية وقيمنا الإسلامية، وربما كانت المصافحة باليدين من أشهرها انتشاراً. عن البراء رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه : «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا«

    * اللمس المهني:

    وضمن هذا النوع يوجد اللمس الطبي حيث الأطباء يلمسون مرضاهم، ويمكن أن يكون اللمس مهدّئاً أو مخففاً للآلام.

    * اللمس التقاربي:

    من أمثلته التدليك لصدع الزوج أو الزوجة عند الشكوى بالتعب لا سيّما بعد العمل.

    * اللمس العاطفي:

    وهو يستخدم بين الزوجين، مثل القبلة والعناق.

    * اللمس الجنسي:

    قال اللّه تعالى: (( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنى شِئْتُمْ وَقَدمُواْ لأَنفُسِكُم{ /البقرة:223/. وقال اللّه تعالى: }أُحِل لَكُمْ لَيْلَةَ الصيَامِ الرفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُن لِبَاسٌ لكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لهُن )) /البقرة:187/.

    فالتواصل باللمس، وبخاصة في كنف العاشقين وروضة المحبّين، لغة متداولة معروفة يجنح إليه الزوج أو الزوجة تعويضاً عن النقص العاطفي، وعنواناً لاتصال قائم على ارتشاف اللذة وانتعاش المحبّة.



    فعاليّة اللمس
    يرى الباحث «نزرس« أنّ اللمس فعّال بشكل كبير، وبخاصّة في توصيل الحالة الوجدانية والمعاني الإحساسية الخاصة والاختلاجات العاطفية.

    ويقول الدكتور عماد حمودة «... فإذا رغبنا مثلاً في تسكين وتهدئة روع أحد الناس الذين يعانون من تجربة قاسية لا نكتفي فقط بالنظرة العاطفية والصوت الحنون الدافىء، وإن كانت تمثّل شكلاً من أشكال المساعدة، لكننا نمسك يد الشخص أو نضع يدنا فوق كتفه، لما لهذه الحركات من تأثير كبير على نفسيّته.

    إنّ هذه الكلمات والأفكار ما هي إلا محاولة لجمع ما تناثر من الإشارات العاطفية في كتب العلماء والمفكرين؛ فالدراسات والتجارب ما زالت مستمرة في بحثها عن أسرار لغة اللمس، وتعليل ألغازها، وكشف مفرداتها.

    فهي لغة طبيعيّة تلقائية يستعملها الإنسان فطريّاً دون أن يعيها، ويعود سرّ ذلك إلى الابتعاد عن تعلّمها والاستشفاف عن أحكامها. لقد أدّت هذه اللغة خدمات كبيرة في عالم المحبّة وتركت بصمات راسخة في حياتنا الأسريّة.






    نامل الفائدة من هذا المقال ولكم خالص احترامي( بتاريخ 28 / 6 / 1427هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بريد الدمام المركزي
    المشاركات
    7,244
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    اخي يحي الحذيفي..

    استمتعت بقراتي لموضوعك..

    بارك الله فيك..

    رحـــــــــــال...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    موظف
    المشاركات
    690
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
تعرف علينا
الساحة البريدية منتدى لمنسوبي البريد
للتعارف فيما بينهم ، وتبادل الآراء والأفكار
وطرح المشكلات وإيجاد الحلول لها
إن ما يطرح في الساحة البريدية هو تحت مسئولية العضو نفسه ،
والساحة البريدية تخلي مسئوليتها تماما من أي نشر أو طرح غير مسئول ،
ومع ذلك نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة والتحكم بكل ما يطرح حسب استطاعتنا ،
ونرحب بأي تواصل عبر البريد الالكتروني لإدارة الساحة
arapost@hotmail.com
تابعنا
للتواصل معنا
arapost@hotmail.com