أسرار هذه الحياة
[align=center]لكل شيء في الحياة سرّ ،، ولكل أشياء في الحياة أسرارها ،،،،
ما ستقرأونه عبارة عن تأملاتي في أسرار مخلوقات وكائنات من الحياة ،،،،،،
أسرار من رحم تأملاتي ،، ومن فكري وخيالاتي ،،،،
قد يتفق معي البعض ،،،، ويختلف معي البعض الآخر ،،،،،
ولكن ،،،،
يبقى للتأمل سرّه أيضاً الذي أرغمني على شّد رحالي إلى أعماقه ،،
فأعذروني وأعذروا تأملاتي ،،،،،،
للمجرّة سرّها وسرّها ،، في كثرة ما تحوي من نجوم وكواكب ،،
في حجمها وشكلها ،، حركتها وجاذبيتها ،،
وفي بقاء نجومها وكواكبها تحت سيطرتها ،، فليس لهم خروج منها ،،
سرّها في ذلك النظام ،، النظام السرمدي ،
النظام الذي يستحوذ عليها في دقائقها وثوانيها ،،
سرّها في شكلها الحلزوني الرهيب ،،
ذلك الشكل الذي يجذبك نحوها ،، وتلك النجوم التي تتراقص داخلها بأعداد تفوق ما
نتصور ،، بلايين البلايين من النجوم في داخلها .
للشمس سرّها وسرّها ،، في إحتراقاتها الداخلية ،،
تلك الإحتراقات التي لا تفنيها ،، في ذلك اللهيب الذي
يخرج منها ،، مشعلاً الكون ومنيراً الفضاء بنوره وإشراقاته ،،
سرّها انها تحترق لكي تقوم بوظيفتها ،، وتضيء لنا الكون كله ،،
تحرق نفسها من أجل بقاء كل في شيء الحياة ،،
لأنه لا غنى للكون عن الشمس ،، ولا غنى للحياة عن الشمس ،،
تلك الإحتراقات والحرارة التي تحرق سواها ولا تحرقها ،،
تبقى صامدة في ذلك الآتون المحرق ،،
للقمر سرّه وسرّه ،،،،، في أضواءه الرقيقة التي تنتشر في الكون والفضاء ،،
فتغمرهما بالرقة والحنان ،،
سرّ القمر أن له وجهين ،، وجه مضيء واضح في جماله الظاهر لنا ،،
في تلك الأضواء التي يرسلها لقلوبنا ،،
تلك الإشعاعات التي يترنم على بريقها العشاق في كل مكان ،،
نعم فهو مسامر المحبين ،، وصديق العشاق ،،
وأشعته مرسال الأشواق إلى المحبوب البعيد ،، هذا الوجه المضيء هو من يصّبر
العشاق ويصادقهم ،،
يحن عليهم ويعيش معهم اشواقهم وامانيهم يرقص فرحاً بفرحة العشاق وتلاقيهم ،،
ووجه مظلم مسامر لمن أكتنفتهم الأحزان ،، لمن أتعبتهم الهموم ،،
فهو أكثر من يحنّ على هؤلاء ،، ويقف بجانبهم يخفف عنهم مصابهم ،،
ويذرف دموعه على صدى ألامهم ،،
يتراءى لهم ،، في ألمهم وحزنهم ،، فيخفف عنهم ،، ويقف معهم ،، ومع هذا ،،
،فهو في حقيقته ليس سوى كتلة من الظلام لا وجود لحياة او شروط الحياة على
سطحه ،، ليس سوى صحاري واسعة الأرجاء لا يسكنها حيّ ،،
القمر كتلة من الظلام والهموم ،، ورُغم ذلك فهو صديق المحبين ،، ونصير المحزونين .
للنجوم سرّها وسرّها ،،، في ذلك اللمعان المبهر الرائع ،،
والذي يعم سماءنا الواسعة في كل أرجاءها ،، وزواياها ،،
سرّها في ذلك الأمل الذي تبعثه في نفوسنا ،، وتشرق بهِ في أرواحنا ،،
سرّها أن هذا اللمعان قطع مسافات طويلة حتى نراه بأعيننا ،،
في الوقت الذي أعلنت النجمة باعثة اللمعان إختفائها ،، ومغادرتها لعالمنا ،،
نعم فتلك الإضاءات واللمعانات التي نراها ليست سوى أضواء نجمة غادرت المكان الذي
إنبعث منه الضوء غادرته إلى مكان آخر وبقعة اخرى ،،
ولكن ضوءها ولمعانها بقي في سماءنا أمام ناظرينا ،، يحيي الآمال في نفوسنا ،،
يعلمنا أن الأمل يبقى بنوره وضوءه ،، مهما حصل ،، يعلمنا أن الأمل مثل النجمة ،،
رغم إختفائها يبقى نورها مشعاً في عيون أهل الأرض ،، يقول لنا :
لتكن أمالكم وأحلامكم في حياتكم ،، كنور نجمة في كونكم الكبير ،،،
لكوكب زُحل سرّه وسرّه ،،،، في حلقاته الجميلة الرائعة بحق ،،
تلك الحلقات التي طالما ميزته عن غيره من الكواكب ،،
وجعلت لهُ رونقه الخاص ،، تلك الحلقات الغريبه في شكلها ،، المميزة في دقتها ،،
تنظر له فتتعجب من حلقاته ،، تتمنى لو تراه من قرب ،، تتمنى لو تدرك سر تلك
الحلقات ،، وشكلها وجاذبيتها ،
للنهار سرّه وسرّه ،، انه إعلان بداية يوم ،،
إعلان عن رقم جديد في سلسلة حياتك وعمرك ،،
فيه تضجّ الناس وتزدحم الطرق والأماكن والأعمال ،، كلٌ مشغول بعمله وواجبه ،،
تشرق شمس النهار وتشرق معها النفوس الراغبة في تسجيل وجودها في الحياة ،،
الراغبة في رسم ذاتها ،، وتقديم شيء للوطن والأمة وصنع غداً مشرق،، ت
بدأ الشمس ونهارها ،،
فيبدأ الجهد والعمل ،، والزحام والأمل ،،
لليل سرّه وسرّه ،، في ذلك الصمت المزروع في كيانه ،،
في ذلك السكون الرهيب الذي يكتنفه ،،
ذلك السكون الذي يتسرب لأنفسنا وأرواحنا معلناً حالة من الإسترخاء والراحة ،،
بعد ذلك العناء النهاري ،،
في تلك السكينة وذلك الصمت الليلي تجد القلوب راحتها في إخراج ما ضجّ بها من
أشواق ،، والآم ،، وحب ،، وغرام ،، وعذاب ،، وحنان ،، وعطف ،،
نعم فالليل عنوان الراحة ،،
وعنوان لمحبي السهر ،، فعلى إيقاعات صمته وسكونه يجدون المتعة ،،
والتسامر مع اصدقاء ومحبين يتبادلون احاديثهم لا يسمعهم سوى صمتهم ،،
وفي صمت الليل يجد المحبون لذة في بث مشاعرهم واحاسيسهم ،، للمحبوب ،،
وإذا كان المحبوب بعيداً وجدوا في أصدقائهم ،، الليل ،، والقمر ،، والنجوم ،،
ليساعدوهم على إرسال تلك الأشواق لقلوب من يحبونهم ،،
بلمعاناتهم وأضوائهم وسكونهم ،،
بعد أن منعتهم المسافات للوصول لمن يحبونهم ،،
أو فصلتهم تلك القلوب المتحجرة الظالمة ،،
للأشجار سرّها وسرّها ،،،، في شموخها وكبرياءُها ،،
والذي مهما فعل الزمن بها لينال منها ،، لا يستطيع ،،
ذلك الشموخ الذي طالما أعجبني ،، نعم ،، تتكالب عليها الرياح العاتيه ،،
ويؤرقها كبر العمر ،، تتساقط أوراقها ،
وتفقد أهم مميزاتها ،، ولكن مع هذا تبقى راسخة الجذور ،، شامخة النفس ،،
وكأنها ترسل لنا رسالة فحواها :
( أنتم يا من إذا أصابتكم مصيبة ،، أو حلت بكم نائبة من نوائب زمانكم ،،
أستسلمتوا لوقعها عليكم ،،
لا لا لا بل قفوا وأعلموا أن الضربة التي لا تقتلك تزيدك قوة ،،
وأن هذه المصائب عبارة عن أوقات عصيبة تلم بنا ،، وتغادرنا ،،
إما تُخلّف في نفوسنا صبراً وقوة وجلد ،، وإما تجعلنا مستسلمين دائماً ،،
متقاعسين دوماً ،، فأختر الآولى ،، وتجنب الثانية ) .
للورود والأزهار أسرارها وأسرارها ،،، في جمالها الرقيق ،،
وحسنها الآخاذ ،، وعبيرها الفواح ،،
الذي يبعث النشوة الروحية في نفوسنا ،، وعبقها الذي يبقينا آُسراء في مملكتها دائماً
وأكثر من هذا أنهما أصبحتا المعبّر شبه الرسمي عن الحب في قلوبنا ،،
بل مرسال أشواقنا ولواعج نفوسنا لمن نحبهم ،،
والورود والأزهار هما عنوان الرومانسية المفتقدة في زمننا هذا ،،
لذى نجدهما ونلمح في عيونهما حزناً وإنكسار
لقريتي دارين سرّها وسرّها ،،،، في ليلها الرقيق الجميل الساحر ،،
حين تعلن الشمس أفولها ،،
تقوم دارين من نومها ،، تقوم لتغسل روحها ،، وتطلق سحرها في الأرض ،،
تغمردارين الهدوء والسكون ليلاً ،، فتحس وكأنك ضيف في امواج بحرها الساحر الراقي ،،
يعرفها اهلها ويفهمها سكانها ،، يعرفون أن دارين ليلٌ جميل ،، وسحراً رقيق ،،
يا إلهي ،،
ما أجملكِ قريتي الحبيبة ،، سرّكِ عرفته ،، سركِ يعرفه كل من عبر بكِ ،،
يعرفه كل من غادركِ وأشتاق لكِ ،، نعم فأحد أسرار هذه القرية ،،
أنك تسافر عنها ،، ولكن ما أن تخرج من حدودها حتى تشتاق لها ،،
لا تعطيك فرصة ،، تحبنا كما نحبها ،، تشتاقنا كما نشتاقها ،،
لا توجد قرية تشتاق أهلها ،، إلا لدارين ،،
يعرفكِ أهلكِ سيدتي دارين ،، فيبحرون في ليلكِ يسامرهم عيونكِ وسكونك ،،
تسحرين من أحبكِ وعشقكِ ،، وتبهرين من يعبر بكِ ،، وكلاهما يصبحان عاشقان لكِ ،،
يقول جــبــران خــلــيــل جــبــران :
( لا يُدرك أسرار قلوبنا ،، إلا من أمتلأت قلوبهم بالأسرار ) ،،،
يقول فــــرانـــســيـــس بـــيـــكــــون :
( لكثيرٍ من الحكماء ،، أسرار في قلوبهم ،، تفضحها تعبيرات وجوههم )
المستشار[/align]
رد مع اقتباس
