محاسبة الزوجة على كل شيء عجز لها عن كل شيء
((((( تعاني بعض الزوجات من «قسوة الأزواج» )))))
[
[تعاني بعض الزوجات من «قسوة الأزواج» في التعامل معها كإنسانة لها كرامتها وكينونتها،لن نتحدث عن «العنف الزوجي» المتمثل بالضرب والاعتداء البدني،الذي طرقه العديد من وسائل الإعلام المختلفة،لكننا نتطرق إلى ذلك التعامل السيئ من الزوج لزوجته داخل البيت،وهو التعامل الذي نبذته الشريعة التعاني بعض الزوجات من «قسوة الأزواجغراء من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، لقول الله تعالى:[وعاشروهنّ بالمعروف فإن كرهتموهنّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً]،وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:«خيركم خيركم لأهله،وأنا خيركم لأهله».
بهذين النصين من القرآن والسنة يمكن الانطلاق إلى هذه القضية في «الحياة الزوجية» وهي «المعاشرة بالمعروف»،لأنها المحور الرئيس لتنظيم العلاقة السليمة بين الزوجين.
ماهو المعروف ؟
فما هو المعروف الذي أمر الله سبحانه وتعالى الأزواج به في هذه الآية الكريمة؟ يجيب على ذلك المدرس بالمسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن العجلان بقوله:المعروف كل ما عُرف في الشرع حسنه، والمنكر كل ما عُرف في الشرع قبحه،أما بالنسبة للزوجة يشمل المعاشرة القولبة والفعلية وحسن المعاملة، والقيام بما أوجب الله –جل وعلا- من النفقة بالمعروف على حسب حال كل منهما،وبحسب العرف السائد في الزمان والمكان اللذين هما فيهما.
الرجل مطالب
اتفق العلماء أن على الزوج أن يطعم زوجته إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى أو اكتسب ولا يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجر إلا في البيت،فقد سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حق الزوجة فقال:«أن تطعمها إذا طعمت،وتكسوها إذا اكتسيت،ولا تضرب الوجه ولا تقبح،ولا تهجر إلا في البيت ولقوله عليه الصلاة والسلام:«كفى بالمرء إثما أن يضّيع من يقوت». وهو مايوضحه الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن مما يحفظ العلاقة بين الزوجين ويحافظ عليها هو «المعاشرة بالمعروف» مشيراً إلى أنه لايتحقق ذلك إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه،وإن نشدان الكمال في البيت وأهل البيت أمر متعذر،والأمل في استكمال كل الصفات فيهم أو في غيرهم شيء بعيد المنال في الطبع البشري.
وقال وعن دور الزوج في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف:
من رجاحة العقل ونضج التفكير توطين النفس على قبول بعض المضايقات والغض عن بعض المنغصات،والرجل وهو رب الأسرة مطالب بتصبير نفسه أكثر من المرأة،وقد علم أنها ضعيفة في خلقها،وخلقها إذا حوسبت على كل شيء عجزت عن كل شيء، والمبالغة في تقويمها يقود إلى كسرها وكسرها «طلاقها»، يقول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى- صلى الله عليه وسلم-: «واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا» فالاعوجاج في المرأة من أصل الخِلقة فلابد من مسايرتها والصبر عليها وأضاف فضيلته:على الرجل ألا يسترسل مع ما قد يظهر من مشاعر الضيق من أهله وليصرف النظر عن بعض جوانب النقص فيهم، وعليه أن يتذكر لجوانب الخير فيهم وإنه لواجد في ذلك شيئا كثيرا وفي مثل هذا يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم:«لا يفرك مؤمن مؤمنة- أي لايبغض ولا يكره- إن كره منها خلقا رضي منها آخر»،وليتأن في ذلك كثيراً فلئن رأى بعض ما يكره فهو لا يدري أين أسباب الخير وموارد الصلاح موضحاً أن رب البيت إذا كان ثقيل الطبع سيئ العشرة ضيق الأفق،يغلبه حمق،ويعميه تعجل،بطيء في الرضا،سريع في الغضب، إذا دخل فكثير المن،وإذا خرج فسيئ الظن، وقد علم أن حسن العشرة وأسباب السعادة لا تكون إلا في اللين والبعد عن الظنون والأوهام التي لا أساس لها، إن الغيرة قد تذهب ببعض الناس إلى سوء ظن يحمله على تأويل الكلام والشك في التصرفات،مما ينغص العيش ويقلق البال من غير مستند صحيح لقول الله تعالى:«ولاتضاروهن لتضيقوا عليهن».
كأبي زرع لأم زرع
أوضح الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في أن «المعاشرة بالمعروف» تتمثل في بشاشة الوجه وحسن الخلق وحلاوة اللسان والسؤال عن المرأة باستمرار،وعدم إفشاء أسرارها وعدم إيذائها لا بالكلام ولا بالضرب ولا بالتعيير فيقول لها:«أنت كنت كذا وأبوك كذا»،ويجب عليه أن يطيِّب نفس امرأته ويستمع إليها،والنبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقاً مع نسائه ويقول:«أحسنكم أحسنكم خلقاً لأهله وأنا أحسنكم خلقاً لأهلي» وكان يسابق عائشة
ان شاء الله اننا نستفيد مما كتب بعاليه والله الموفق
