كلا اذا بلغت التراقي.........
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
بسم الله الرحمن الرحيم
[size=5](( كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ))[/size] صدق الله العظيم - سورة القيامه- ايه 26
(( كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ))
أي يا معشر المشركين الغافلين عن الآخرة وأهوالها وتنبهوا لما بين أيديكم من الأهوال والمخاطر فإن الدنيا دار الفناء، ولا بد لكم أن تتجرعوا كأس المنية، فإذا بلغت الروح أعالي الصدر وهي (( التراقي ) وأشرفتم على الموت وقال أهل المريض وأصدقاؤه (( من راق )) ؟ أي من يشفيه ويرقيه مما هو فيه؟ أي من يعالجه لُشفى من مرضه ؟ (( وظن أنه الفراق )) أي وأيقن المحتضر أنه سيفارق الدنيا ويفارق أهله والمال والولد لانه يبصر بعينيه ملائكة الموت .
(( الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ))
أي ألتفت إحدى ساقي الميت بالاخرى فلا يقدر على تحريكها لأن الموت قد دب فيهما فتخرج الروح أول ما تخرج من الرجلين إلى أن تنتهي إلى الحلقوم فتُنزع من الجسد.
قال احسن البصري : ماتت رجلاه فلم تحملاه وقد كان عليهما جوالاً يسير بهما نحو المعاصي .
(( بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ))
أي إلى الله جل وعلا مساق العباد أي مرجعهم ليفصل بينهم، يجتمع عنده الأبرار والفجار ثن يساقون إلى الجنة أو النار .
(( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ))
أي ما صدق هذا الكافر الفاجر بالقرآن ولا سجد ولا صلى للرحمن ولكنه طغى وفجر فكذب الرحمن واعرض عن الطاعة والإيمان .
(( ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ))
أي رجع إلى أهله يتبختر ويختال .
(( أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ))
أي ويل لك أيها هالشقي الفاجر ثم ويل لك على طغيانك وفجورك!!
نزلت هذه الايات في ( أبي جهل ) لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحدى طرقات مكة، فأمسكه بمجامع ثوبع ثم قال له ( أولى لك فأولى ) فقال له أبوجهل : أتتوعدني وتهددني يا محمد؟؟!! والله لا تستطيع لا انت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً، والله اني لأعز أهل الوادي – أي مكة – فلما كان يوم بدر صرعه الله وقتله شر قتلة.
والآيات وإن نزلت في أبي جهل ولكنها تعم كل طاغية لا يؤمن ولا يصلي ولا يُصدق بيوم البعث والجزاء لان العبره بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
أنتهى التفســـير